الشيخ محمود خليل الحصري
الشيخ محمود خليل الحصري


الحصرى.. رفع أذان الظهر في الأمم المتحدة وأول قارئ للقرآن بالبيت الأبيض

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 18 أبريل 2021 - 04:48 ص

محمد الشماع

فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري أول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض، وقاعة الكونجرس الأمريكى، وهو أمر له قصة فالشيخ أول من رتل القرآن الكريم فى الكونجرس الأمريكي، وأذن لصلاة الظهر في مقر الأمم المتحدة، حيث تجلى لمدة نصف ساعة في قراءة القرآن الكريم، حتى ملأ صوته أرجاء المكان وسط حالة من الإنصات وحبس الأنفاس سيطرت على أعضاء الكونجرس من روعة صوته.

اقرأ أيضا|وزير الأوقاف و«الغضبان» يشهدان ختام مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن


وكان الشيخ الحصري وقتها مع وفد يرأسه فضيلة الإمام الأكبر العارف بالله فضيلة الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر آنذاك، والتقى الوفد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في حوار تناول خطر الشيوعية، وقبل أن يلقى عبدالحليم محمود خطبته، تلا الحصري آيات من الذكر الحكيم، وسط إعجاب وانبهار الحاضرين.


وقد قرأ القرآن بقاعة الملوك والرؤساء الكبرى بلندن أثناء زيارته لإنجلترا، وأيضاً زار اندونيسيا والفلبين والصين والهند وسنغافورة وغيرها من بلدان العالم، وأسلم على يديه عشرات من الناس في أنحاء العالم وكان لسماعهم القرآن منه الأثر الأكبر والسبب الأول في إسلامهم، ففى فرنسا أعلن الإسلام على يديه عشرة فرنسيين وذلك في زيارته لبلادهم سنة 1965م، وفي أمريكا قام بتلقين الشهادة لثمانية عشر شخصا رجالاً ونساء ليعلنوا إسلامهم على يديه.


الحصرى ولد عام 1917 بقرية شبرا النملة فى مركز طنطا بمحافظة الغربية، وكان مهيأ من الصغر لأن يكون بين رموز القرآن الكريم، فالطفل ذو الثمانية أعوام أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً، ما دفع بأهله إلى إرساله للأزهر لتلقى الدرساة، وبعدها تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأسلوب فريد منذ نعومة أظافره.


الشاب محمود الحصرى برز بين أقرآنه بصوته وأدائه المميز، واتقانه للقواعد الأحكام التى لا تزال حتى اليوم علامة مميزة جدا للشيخ الراحل، فتقدم إلى امتحان الإذاعة عام 1944، وكان ترتيبه الأول على المتقدمين وهو أول من سجل القرآن بصوته مرتلاً فى الإذاعة المصرية مطلع 1961 وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على صوته منفردا لنحو 10 سنوات.


ولا يتوقف الأمر على مجرد القراءة والترتيل، بل كان الشيخ الحصرى أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم عام 1961، ثم سجل رواية ورش عن نافع عام 1964 ثم رواية قالون والدورى عام 1968 وفى نفس العام سجل المصحف المعلم، وانتخب رئيساً لاتحاد قراء العالم الإسلامى، لتتجاوز شهرته بلده وإقليمه وقارته.


تظهر من مسيرة القارئ الراحل مدى اجتهاده وحبه لعلوم القرآن، فقد كان الحصرى يمتلك العديد من المواهب، وتلقى الكثير من العلوم، وكان يجيد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، ونال شهادة علمية فيها من الأزهر الشريف لسنة 1958، وذاع صيته وأداؤه المتميز فى أرجاء العالم وقرأ القرآن الكريم فى عواصم مختلفة فى أنحاء العالم، كما حاضر فى كثير من الجامعات المصرية والعربية والإسلامية، كما تولى القراءة بمسجد الحسين منذ عام 1955، وعين مفتشا للمقارئ المصرية ثم وكيلا لها، إلى أن تولى مشيخة المقارئ سنة.


أخذ «الحصرى» شهاداته في «علم القراءات» ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن، وفى عام 1944 تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان فى الإذاعة، وكان أول من سجل المصحف الصوتى المرتل بروايات حفص عن عاصم وورش عن نافع وقالون والدوري، كما سجل المصحف المعلم ومصحف الوعظ، وأول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.


في عام ألفٍ وتسعمائة وستين، ظهرت في مصر والعالم الإسلامي مصاحف محرَّفة، فرأت الحكومة المصرية أن يكون هناك نموذج صوتي لتلاوة القرآن يُسهّل على الجميع الخروج من هذا المأزق، ويكون مَرجعاً لضبط أي خلل أو تحريف.


وكان الشيخ الحصرى أول من سجل المصحف المرتل فى العالم الإسلامى.. فقد جمعت الحكومة المصرية أفضل القرّاء في ذلك الوقت، وطلبت منهم أن يكتب كل قارئ المبلغ الذي يريد أن يتقاضاه لتسجيل المصحف المرتل كاملاً في مظروف، ثم يعطيه للجنة المختصة من الإذاعة المصرية، ولكنَّ قارئاً واحداً كان في مظروفه عبارة هي أثمن من أي مقابل مادي: «لا أتقاضى أيّ مالٍ على تسجيل كتاب الله».. ذلك الشيخ محمود خليل الحصري، فكان عام ألف وتسعمائة وستين نقلة في تاريخ قراءة القرآن، حيثُ تم أول تسجيل كامل للمصحف المرتل بقراءة حفص عن عاصم، وبصوت الشيخ الحصري، ثم تلا ذلك تسجيله بقراءات عدة، مثل ورش عن نافع وقالون والدوري عن أبى عمرو، وظلّ القرآن الكريم لعشر سنوات يُتلى آناء الليل وأطراف النهار على إذاعة القرآن الكريم، يسمعه القاصي والداني، العالمُ بالقرآن والذي لا يعرف القراءة، بصوت الشيخ محمود الحصري فقط، ليجرى نهر ينهل منه الجميع، عربياً كان أو أعجمياً، يستمعون إلى آيات الله المحكمات بأحكام تلاوةٍ تخرج من فم قارئ ذي صوت عذب، وكان الشيخ رحمه الله أول مَن سجّل القرآن الكريم (المصحف المُعلّم)، فكان نموذجاً للكتاتيب من بعده.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة